يُعدُّ علم الكلام من العلوم الَّتي كان لها دور بارز في تحقيق التّدافع الفكري الذي أثرى الخزانتين العربية والإسلامية والذي أدّى بدوره إلى تحقيق نهضة حضارية لازال ذكرها على الألسن بالرغم ممّا أصاب الأمة من وهن وضعف شديدين في شتى الميادين.إلّا أنّ تراجع -إن لم نقل اِنعدام- دور...
يُعدُّ علم الكلام من العلوم الَّتي كان لها دور بارز في تحقيق التّدافع الفكري الذي أثرى الخزانتين العربية والإسلامية والذي أدّى بدوره إلى تحقيق نهضة حضارية لازال ذكرها على الألسن بالرغم ممّا أصاب الأمة من وهن وضعف شديدين في شتى الميادين. إلّا أنّ تراجع -إن لم نقل اِنعدام- دور علم الكلام اليوم، في تأطير إيمان الناس، بات أمرا ملاحظاً ومقلقاً في ذات الآن، حيث أنّ الحديث عن علم الكلام يستتبع بالضرورة الحديث عن جانب محترمٍ من الوعي العقدي المؤسَس على مرتكزات عقلية وشرعية والمؤسِس لملكة نقدية من شأنها أن تقي المجتمع من الوقوع في العديد من المآزق والمزالق الفكريّة والثقافية الَّتي قد تمس صميم هويته وتجعله عرضة للانخراط في العديد من المشاريع الهدّامة الَّتي تستغل غياب الوعي الديني اليوم لأجل استقطاب الشباب والزج به في معارك وهمية كنا في غنى عنها لو كانت الثقافة الدينية محيّنة ومؤطّرة كما ينبغي.