كتاب "الإنسان الكامل" للشيخ عبد الكريم الجيلي من بين أهمّ مراجع التصوف العرفاني السامي، وفي حدود علمي لا يوجد له شرح شامل لجميع أبوابه، فقمنا في هذا الكتاب بمحاولات شرح لما غمض من كلماته وقصائده ومعانيه وإشاراته وألغازه، مع مقارنة الكثير من مفاهيمه بمفاهيم الشيخ الأكبر...
كتاب "الإنسان الكامل" للشيخ عبد الكريم الجيلي من بين أهمّ مراجع التصوف العرفاني السامي، وفي حدود علمي لا يوجد له شرح شامل لجميع أبوابه، فقمنا في هذا الكتاب بمحاولات شرح لما غمض من كلماته وقصائده ومعانيه وإشاراته وألغازه، مع مقارنة الكثير من مفاهيمه بمفاهيم الشيخ الأكبر محمد محيي الدّين بن العربي. ولا أدّعي أنّني عثرتُ في كلِّ مناسبةٍ على مرادِ الشَّيخِ الجيلي في ألغازِهِ الكثيرةِ, وإشاراتِه العميقة, وتلويحاتِه البعيدةِ، حيث إنَّ كثيراً منها يحتمل وجوها مختلفة للتأويل، وإنما هي محاولاتٌ ومقارباتٌ وتعقيبات. من جانب آخر، تخلو المكتبة العربية من أي نسخة صحيحة لكتاب "الإنسان الكامل" سالمة من السقط والتحريف والتصحيف, وكثير من هذه الأخطاء مضللة أو مكفرة, مما جرَّ أحيانا إلى الطعن بعقيدة الشيخ الجيلي وهو بريء من ذلك, فعلى سبيل المثال: - جاء في المطبوع في الباب السادس عشر: (والخلق من حيث الجملة موجودون دون الله). والصواب: (والخلق من حيث الجملة موجودون لله). - وجاء في المطبوع في الباب الثالث والستين: (هم أنبياء لا أولياء). والصواب: (هم أنبياء الأولياء).