هذا المكان هو كواليس هذا الكون، كل شيء يحدث هنا".لعل هذه العبارة وحدها تندرج كعتبة ولوج يُستأنس بها لتقفّي خفاء النّص، وفي الآن نفسه تعدّ بمثابة أفق انتظار لكل ما هو متخيّل ومحتمل، في رمل أزرق.منذ البدء ثمّة ما يُخلق من خامات الفوضى، حياة تُنتشل، أو يتمّ إنقاذها. وهكذا سوف...
هذا المكان هو كواليس هذا الكون، كل شيء يحدث هنا".
لعل هذه العبارة وحدها تندرج كعتبة ولوج يُستأنس بها لتقفّي خفاء النّص، وفي الآن نفسه تعدّ بمثابة أفق انتظار لكل ما هو متخيّل ومحتمل، في رمل أزرق.
منذ البدء ثمّة ما يُخلق من خامات الفوضى، حياة تُنتشل، أو يتمّ إنقاذها. وهكذا سوف نستسلم بطواعية لتداعيات مشهد كابوسي، وبالمثل لمشيئة اللغة وحدها لا الحدث، بحيث لن نلتفت لمجريات الحكاية المتخفّية إلا كمجازات واستعارات ورموز يقتضي تتبع انزياحها وتأويلها الكثير من الحذر، خشية التورط فيما يوازي المتاهة نفسها، أو ما تفضي إليه من فخاخ وغوايات. أعني متاهة القراءة كموازٍ لمتاه الكتابة، طالما يصعب فصل العناصر وفرزها أو تمييزها لحظة أن تتأنسن الطبيعة وتتبادل المحسوسات أوصافها وطبائعها، بحيث يتعذر معها التمييز بين متحرك وساكن، وبين حيّ وجامد. فللصخور جلد، والتراب يكتسب جذوراً، والشمس مدلّلة. ناهيك عن أن الأمكنة والشخصيات بلا أسماء تشير إليها، لهذا سوف لن تخلو الرحلة من مشقّة التخمين والحدس تبعاً لمقتضيات السرد وتلك المعاني التي نحاول سبرها عبر دلالات التنويع النحوي للخطاب بين ضمير الغائب بصيغتي الجمع والمفرد، وبين ضمير المتكلم تذكيراً وتأنيثاً، كذلك المخاطب.