ثورات فكرية ثلاث هزت البشرية هزا وأسدت ضربات قسوى لتجبرها وتعنتها النرجيسيين : فتلك أولا الثورة الكوبيرنيكية التي أنزلت الأرض درجات من مقام المركز بين السماوات. وبعدها ثانيا الثورة الداروينية التي نزعت عن الإنسان تفوقه المزعوم والمفترى على سائرالمخلوقات. وثالثا يأتي...
ثورات فكرية ثلاث هزت البشرية هزا وأسدت ضربات قسوى لتجبرها وتعنتها النرجيسيين : فتلك أولا الثورة الكوبيرنيكية التي أنزلت الأرض درجات من مقام المركز بين السماوات. وبعدها ثانيا الثورة الداروينية التي نزعت عن الإنسان تفوقه المزعوم والمفترى على سائرالمخلوقات. وثالثا يأتي دورالثورة الفرويدية التي زعزعت ثقة الأنا العمياء في نفسه. هذا الأنا الذي شد ما ادعى ويدعي بسيادتة الواعية والمتعالية على كل أنماط التصرفات والسلوكيات وكل أشكال العطاءات الفكرية، إذا به رقا لللاشعور، ذاك المارد الأشد في عوالم البشرية والمتحكم الأعظم في صُلب الأفكار والأفعال الإنسانية؛ الطيب منها والخسيء، الرفيع منها والمتدني ، الشاذ منها والقويم. إن أكتشاف فرويد لآليات اللاشعوروللقوانين التي تحركها وتنظم سيرها، فتح أبوابا ونوافذ جلى أمام بني آدم، مكّنتهم ومازالت تمكنهم من إستجلاء أدق وأعمق لمكوناتهم الإناسية الأساسية ومن إدراك أفسح لخباياهم العقلية وإمكاناتهم التدميرية منها والإبداعية.