.... يوماً ما سيعود وحده إلى البيت... ليلاً، حاملاً معه نكهة الأسئلة ومُلُوحةَ التلويحات الأخيرة والتعب... والأسئلة التي ظلّت معلّقة على كتفيه طوال هذه السنوات، من دون أن يجد إجابة، أو يجبه عليها أحد.. جارّاً خلفه كل ما علق في باله وذاكرته من مرايا تنطفئ كلها.يرتفع صوت دمه، وتطفو...
.... يوماً ما سيعود وحده إلى البيت... ليلاً، حاملاً معه نكهة الأسئلة ومُلُوحةَ التلويحات الأخيرة والتعب... والأسئلة التي ظلّت معلّقة على كتفيه طوال هذه السنوات، من دون أن يجد إجابة، أو يجبه عليها أحد.. جارّاً خلفه كل ما علق في باله وذاكرته من مرايا تنطفئ كلها.
يرتفع صوت دمه، وتطفو الذاكرة على السطح مؤلمة وجارحة، كلما لاذ إلى وحدته فارداً روحه للريح ووجهه للشمس، مأخوذاً بتلك الأصداء والتهويمات التي تدفعه إلى الجنون وهو يكابد خيالاته وأفكاره، تحاصره الأشياء وآلام البشر الذين حكوا له قصصهم وآلامهم، ووجعهم وفقدهم، كانوا يبكون أمامه ويندبون وينوحون، مكسورين.. طحنتهم الآلام والحياة ومرغتهم الوحدة والقهر ولاكتهم آلة العنف والموت، مذهولين، يمرّ شريط آمالهم الذي انطفأ، وعلق بين أسنان تلوكها أمام العالم على شاشات التلفزة، لتكون طعام الصحافة اليومية.