تعدُّ نظريةُ الأجناس الأدبية من أقدم قضايا النظرية الأدبية المعاصرة، فقد أولاها المنظرون والنقاد والفلاسفة عناية كبيرة منذ فجر التاريخ. ولا غرابة في ذلك، فقد ظلّ البحث في الأدب وفي مفهومه معاً يهيمن على الكثير من الدراسات القديمة والحديثة، سواء عند الغربيين الذين كان لهم...
تعدُّ نظريةُ الأجناس الأدبية من أقدم قضايا النظرية الأدبية المعاصرة، فقد أولاها المنظرون والنقاد والفلاسفة عناية كبيرة منذ فجر التاريخ. ولا غرابة في ذلك، فقد ظلّ البحث في الأدب وفي مفهومه معاً يهيمن على الكثير من الدراسات القديمة والحديثة، سواء عند الغربيين الذين كان لهم قصب السبق، أو عند العرب الذين تأثروا بثقافة الحضارة الغربية.
كانت الأبحاث، التي تخصصت في نظرية الجنس الأدبي أو معضلته، تسعى إلى استكشاف القوالب الفنية التي تمتلك ضوابط وحدوداً فاصلة، تعمل على تكريس قواعد انبناء الأجناس. وكان لليونانيين القدامى قصب السبق في ذلك، بل والجرأة على التفكير والتخييل والتقسيم والتنظير. كان لأفلاطون موقف من الأجناس الأدبية، موقف من الشعر والشعراء، ووضع أرسطو قواعد نظرية علمية في غاية الغنى والدقة والأهمية، ظهرت في كتابه "فن الشعر". وبناء على وجهتي نظر هذين الفيلسوفين، تناسلت وتعددت أعمال الكثير من المنظرين، الذين كان ديدنهم هو البحث عن الفروق التي تفصل بين هذا الجنس الأدبي وذاك، مستغلين عدة أشكال من المقاربات مختلفة الأصول والأهداف.