اليوم وبعد أن أصبح المقهى عنصراً أساسياً من النسيج العمراني المألوف للمدينة الحديثة، لايخطر على بال أحد عند الجلوس في المقاهي لاحتساء القهوة، أن لهذه الحالة الاجتماعية الطبيعية والمألوفة تاريخ طويل وحافل، وصراع ديني- اجتماعي عريض وعنيف. في هذا الكتاب ستتم دراسة المقاهي...
اليوم وبعد أن أصبح المقهى عنصراً أساسياً من النسيج العمراني المألوف للمدينة الحديثة، لايخطر على بال أحد عند الجلوس في المقاهي لاحتساء القهوة، أن لهذه الحالة الاجتماعية الطبيعية والمألوفة تاريخ طويل وحافل، وصراع ديني- اجتماعي عريض وعنيف. في هذا الكتاب ستتم دراسة المقاهي الشعبية كعنصر أساسي في تكوين مدينة دمشق في العصر العثماني، وذلك من خلال قراءة جديدة للمصادر التاريخية المتوفرة، والتي تظهر التغيرات التي أدت إلى تدهور الاحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تلك الفترة، والتوصل إلى الدلالات من أجل تقديم استقراء جديد لهذه الظواهر والتغيرات وإيجابياتها كمظهر من مظاهر التحول الثقافي- العمراني طرحت بعد ذاتها قيماً جديدة. بدلاً من القراءة السلبية الشائعة التي تقيم الأحوال على شبكة من القيم الدينية والأخلاقية المستقلة الثابتة.