أكثر من ثلاثين عاماً أبحث عن وجهي في المرايا المتناثرة على جدران الزمن، في كل مرة يلوح لي ظلّ طفلٍ، أعرض عنه بلا مبالاة، موهماً نفسي بأن الأمس قد طمرتْه رمال الماضي، فلا حاجة لي به، أنتقل إلى مرآة أخرى.. أخرى.. الشيء نفسه يتكرر، حتى قررت يوماً أن أقف أمامه..اقتربت منه وهو ساكن،...
أكثر من ثلاثين عاماً أبحث عن وجهي في المرايا المتناثرة على جدران الزمن، في كل مرة يلوح لي ظلّ طفلٍ، أعرض عنه بلا مبالاة، موهماً نفسي بأن الأمس قد طمرتْه رمال الماضي، فلا حاجة لي به، أنتقل إلى مرآة أخرى.. أخرى.. الشيء نفسه يتكرر، حتى قررت يوماً أن أقف أمامه..
اقتربت منه وهو ساكن، تحركت من مكاني.. قفزت.. وهو ساكن.. قمت ببعض الحركات المعتوهة، وهو كما هو، ابتسمت عندما ابتسم، صرخت عندما صرخ.. يقترب مني، تشبثت أنا بالكرسي هلعاً منه، كلما اقترب بانت ملامحه البشعة أكثر، حتى كاد وجهانا يتلاصقان