قد لا يكون هذا التحليلُ والتصوّر الذي احتوته الدراسات كلها منتميةً لهوية البارك الأجنبي ، ولكنها مؤشر إلى أنَّ الأيام القادمة من نِتاجنا الثقافـي لن يُكتب فيها شيءٌ بمعزل عن حضور البارك الأجنبي فـي نَّصّنا المحليّ ، من هنا أردْتُ الإشارة إلى مسألةٍ غاية فـي التعقيد، وهي أن...
قد لا يكون هذا التحليلُ والتصوّر الذي احتوته الدراسات كلها منتميةً لهوية البارك الأجنبي ، ولكنها مؤشر إلى أنَّ الأيام القادمة من نِتاجنا الثقافـي لن يُكتب فيها شيءٌ بمعزل عن حضور البارك الأجنبي فـي نَّصّنا المحليّ ، من هنا أردْتُ الإشارة إلى مسألةٍ غاية فـي التعقيد، وهي أن اللُّغة التي تُكتب بها الروايات والقصص، وتنطقها الشخصيات وتصوّرها الأحداث لن تستوعب تحوّلات مجتمعنا ما لَم تجد طريقها للالتحام بفضاء الآخر، أعني تحديدًا الآخر الأجنبي، وإلاّ سيبقى مطر الآخر يسقط علينا دون أن نُحسن استغلاله، مطر يسقي الأرض والزرع والعين والذاكرة والكتابة، وفـي الوقت نفسه يدمِّرها، لأنه لا يحسب إلا المقياس الذي يسقط فيه، بينما نحن نُغلق نوافذنا كي لانرى أنفسنا فـي حمأته، ومع ذلك فبعض هذه الدراسات كُتبت لإعادة التوازن بين عالـَمي: الأصل والتواصل.