في قصة الطوفان، يتأخر الغُراب في العودة إلى سفينة نوح، بسبب جيفة صادفها في طريقه فاشتبك معها بمنقاره متجاهلاً مهمته في إيصال البرقية، فيما تنجز الحمامة مهمتها كساعي بريد أمين، بغصن زيتون في منقارها، في إشارة إلى انحسار الماء عن اليابسة. في ما نراكمه من كتب، سنقع على جيف...
في قصة الطوفان، يتأخر الغُراب في العودة إلى سفينة نوح، بسبب جيفة صادفها في طريقه فاشتبك معها بمنقاره متجاهلاً مهمته في إيصال البرقية، فيما تنجز الحمامة مهمتها كساعي بريد أمين، بغصن زيتون في منقارها، في إشارة إلى انحسار الماء عن اليابسة. في ما نراكمه من كتب، سنقع على جيف كثيرة في الطريق. يكفي أن نشمَّ رائحة السطور الأولى حتى نكتشف بأنها منتهية الصلاحية لجهة الركاكة والبغضاء والجهل. على المقلب الآخر، للكتب رائحة عطرُ سرّي، تتسرّب من عبارة مباغتة، من ضربة شاقولية تزعزع استقرار جهات الكتابة، صفعة جمالية في السطر الأخير من الصفحة، كدتَ أن تنزلق عنها سهواً. علينا إذاً، أن نحذر شيخوخة الحواس في التقاط الرائحة: خفق جناح غُراب، أم جناح حمامة؟