لعل الكتاب الحالي لن يضفي أيّ جديدٍ للمهتمين بالمتنبي، لا سيما أولئك الغارقين في شعره وحياته، وابتعدوا بأكثر من ذلك في الولوج في شروحات ديوانه وقصص أشعاره، هم كثر في يومنا هذا وأنا أعرف الكثير منهم شخصياً، ضالعون بالمتنبي خير معرفة، يحفظون من أشعاره ما يطيب لهم، يتخاصمون...
لعل الكتاب الحالي لن يضفي أيّ جديدٍ للمهتمين بالمتنبي، لا سيما أولئك الغارقين في شعره وحياته، وابتعدوا بأكثر من ذلك في الولوج في شروحات ديوانه وقصص أشعاره، هم كثر في يومنا هذا وأنا أعرف الكثير منهم شخصياً، ضالعون بالمتنبي خير معرفة، يحفظون من أشعاره ما يطيب لهم، يتخاصمون فيما بينهم لشدة آراءهم تجاه الإشكاليات الكثيرة التي سببها المتنبي فيما بينهم، فهل هذا الكتاب سيزيد شيئاً في خزائن معرفتهم بالمتنبي. من هنا عمدّت على الأخذ بالعموميات التي نقلت عن المتنبي دون الخوض في تلك الإشكاليات لأتفادى الوقوع فيها، واعترافاً مني بأن المتنبي حكراً لهم وإن تجرّأت وكتبت عنه. أما جمهور القرّاء الاعتياديين، فهم الأكثر استفادة من هذا الكتاب، لا سيما أني حاولت جاهداً بأن أستفيض في مواضيعه لأتم عملية الغرس للفكرة التي افترضتها ومن ثم ذهبت لأثبتها من خلال شعر المتنبي والحكايات التي وردت عن تلك الأشعار، لتضفي نوعاً من المتعة للقرّاء - الاعتياديين - ولتكوين المعرفة لديهم عن تلك الحكم التي لطالما يسمعونها، وهي في حقيقة الأمر أشعاراً للمتنبي لها قصصها التي تثير في النفس شغف القراءة والمعرفة عن شاعرٍ لطالما ملأ الدنيا وشغل الناس.