كنّا وحدنا، أنا وماريا، نعانق بعضنا في الحمَّام. اختبأنا هناك هرباً من الخوف. في الأيام العاصفة كنا نسمع صوت البحر الهائج، أمَّا اليوم فصوت خزَّان الماء الصّدئ والمهترئ. أخيراً سمعنا صوتها. في بادئ الأمر كانت تنادينا باضطرابٍ ثمَّ بتوتّرٍ متصاعد. كان يجب أن نردَّ عليها،...
كنّا وحدنا، أنا وماريا، نعانق بعضنا في الحمَّام. اختبأنا هناك هرباً من الخوف. في الأيام العاصفة كنا نسمع صوت البحر الهائج، أمَّا اليوم فصوت خزَّان الماء الصّدئ والمهترئ. أخيراً سمعنا صوتها. في بادئ الأمر كانت تنادينا باضطرابٍ ثمَّ بتوتّرٍ متصاعد. كان يجب أن نردَّ عليها، ونخبرها أننا بخير، لكنَّها سبقتنا. سمعنا لُهاثها ووقعَ خطواتِها، وكانت تسير بنشاط كما لو أنَّها عثرت على طريقها. سحبت ماريا باب الحمَّام الجرَّار، أمَّا هي فدفعت من الجانب الآخر البابَ جالبةً معها الضوء وحاملةً في عينيها عواصفَ من الخوف. كان خوفها خوف أمٍّ تصل إلى البيت ولا تعثر على أطفالها الذين تركتهم يلعبون بهدوء. وخوفنا بدوره كان بدائياً لأنّه كان خوفنا الأول.