من الواضح أن هذا الكتاب يندرج، كما سنرى، في إطار الأطروحة المعاصرة القائلة إن البشرية دخلت حديثاً في مرحلة ما بعد- الحقيقة post-vérité، فتكاثرت المعلومات الخاطئة التي ينبغي مكافحتها لما يترتب عليها من أضرار.أي أن هذا الكتاب يريد القول إن الحكاية الخرافية ليست قديمة قدم الكائن...
من الواضح أن هذا الكتاب يندرج، كما سنرى، في إطار الأطروحة المعاصرة القائلة إن البشرية دخلت حديثاً في مرحلة ما بعد- الحقيقة post-vérité، فتكاثرت المعلومات الخاطئة التي ينبغي مكافحتها لما يترتب عليها من أضرار. أي أن هذا الكتاب يريد القول إن الحكاية الخرافية ليست قديمة قدم الكائن البشري فحسب، بل تستحق ممارستها الملازمة لها، منا الاعتراف بها وتشجيعها، طالما أنها مفيدة للتقدم الجماعي، بمقدار فائدتها لتحقيق التوازن الشخصي لدى من يلجؤون إليها. هذا الكتاب، الذي يتفقمع بعض الإشكاليات المطروحة في الجزأين السابقين من هذه الدراسات، يتبنى حق المرء في الحديث عن وقائع لم تقع بعد، والتعبير عن رأيه فيها؛ وهو حقٌ يستحق أن ندافع عنه، لا سيما أنه اليوم موضع تساؤل من كل حدب وصوب. وهو، كالكتابين الآخرين، يندرج في تيار نظري، يمكن تسميته النقد بالجهل، الذي يشدد، قبل الانخراط في نقاش معين، على أهمية عدم إرباك أنفسنا بمعارف غير مجدية لا يمكن أن تكون إلا مصادر للأحكام المسبقة.