المسرح فن عظيم وأصيل، لأنه استطاع أن يصمد منذ القرن الخامس قبل الميلاد وحتى وقتنا الحاضر في وجه الفنون الأخرى التي انبثقت على طول الفترة الزمنية ، كما استطاع أيضاً أن يجعل من ميدانه عامل تطور لفنون مجاورة أخرى، ونجح في النزول إلى أعمق أعماق النفس البشرية لقتل الظلم والقهر...
المسرح فن عظيم وأصيل، لأنه استطاع أن يصمد منذ القرن الخامس قبل الميلاد وحتى وقتنا الحاضر في وجه الفنون الأخرى التي انبثقت على طول الفترة الزمنية ، كما استطاع أيضاً أن يجعل من ميدانه عامل تطور لفنون مجاورة أخرى، ونجح في النزول إلى أعمق أعماق النفس البشرية لقتل الظلم والقهر والبحث عن الحقيقة والعدالة ؛وخلال مسيرته تفرعت عنه أشكال عديدة مثل مسرح الدراما والكوميديا والتراجيديا والباليه ومسرح العرائس والمسرح الملحمي ومسرح الأوبرا الذي يقدّم فن الأوبرا كواحد من الفنون المسرحية الذي ظهر في ايطاليا أواخر القرن السادس عشر وتتضافر معه مجموعة من الفنون على خشبة المسرح مثل الموسيقى والغناء والتمثيل والرقص والباليه والفنون التشكيلية وتصميم الديكور والأزياء والاضاءة ؛ و يبرز الجانب التشكيلي كأحد الركائز الأساسية لعروض الأوبرا والذي ما لبث أن تغير بتغير مفهوم العرض المسرحي وأدواته والنظريات والاتجاهات الحديثة التي طالت خشبة المسرح من جهة والعرض المسرحي بصورة عامة من جهة أخرى. يتناول الكتاب محورين أساسيين: فن الأوبرا والفنون التشكيلية، وتم الربط بين المحورين في البحث عن كيفية الاستفادة من الفنون التشكيلية المتمثلة بالاتجاهات الحديثة التي ظهرت في أوروبا أواخر القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين لتقديم جديد في تصميم ديكور العرض يجذب المشاهد ويطور العمل الأوبرالي على اعتبار أن أهم الأعمال الأوبرالية تم تأليفها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر إلى أن قلت في القرن العشرين، وكانت قصصها بسيطة لأن التركيز في الأوبرا منذ ولادتها كان على الأداء الغنائي للمغنّين واستعراض طبقات الصوت العليا وتقديم الديكورات الفخمة والحيل المسرحية.