تشغل مسألة الهوية حيزاً واسعاً من الاهتمامات المعاصرة، اجتماعياً وأدبياً، ويهدف هذا البحث إلى تقصّي مفهوم الهوية من منظور جمالي، وذلك عبر ساحة من ساحات الإبداع العربي وهي الرواية. فالنظرة الجمالية تستكشف أبعاد مكونات النصّ الأدبي، وروايات عربية كثيرة في نهاية القرن...
تشغل مسألة الهوية حيزاً واسعاً من الاهتمامات المعاصرة، اجتماعياً وأدبياً، ويهدف هذا البحث إلى تقصّي مفهوم الهوية من منظور جمالي، وذلك عبر ساحة من ساحات الإبداع العربي وهي الرواية. فالنظرة الجمالية تستكشف أبعاد مكونات النصّ الأدبي، وروايات عربية كثيرة في نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين يؤرّقها سؤال الهوية، ومدى قدرة الفرد على التفاعل مع ما حوله من ظواهر مجتمعية وأفراد. تمتد الروايات المدروسة في هذا الكتاب على مدى ثلاثين عاماً 1985 ـ 2015 ، بما يغطي حوالي أربعة عقود، ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، والعقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين، ويتوزّع الكتاب على تمهيد وأربعة فصول هي: الهوية وجماليات المكان العجائبي، جماليات الهوية وتحولات الزمن، وعي الهوية وجمالية العزلة، الرواية وجماليات الموسيقا في حلب، ويشمل ست عشرة رواية لستة عشر كاتباً وكاتبة. تتضافر في الروايات العربية عوامل الهوية والمكان والزمن، ويهتمّ التحليل الجمالي للروايات بتصنيف الواقع الذي يرافق أسئلة مفهوم الهوية وأحواله، هل هو جميل أم قبيح، أم متحول بينهما؟ فكما تبدو الأشياء من حولنا قابلة لأن تكون جميلة أو قبيحة أو منفّرة، كذلك هي التصورات والأفكار والأحلام، وما يتم تناقله بين الناس من حوار وأخبار، كلها مفاهيم مركّبة تعتمد على عنصري التخيُّل والذاكرة، وتتطلب الجهد الذهني وخبرة العقل للربط فيما بينها، ومن هنا فإن التوصيف الجمالي لها يتطلب تحليلاً لكل ما يحيط بالمفهوم من تاريخ وحاضر ومستقبل.