في عصر جامح متعولم التوجه ، ويوحي بالأخطار ، ويمور بالتحديات، ويتسم بتسارع اللحظات. يطرح الواقع السوسيولوجي المعرفي والأيديولوجي في مجتمعنا العراقي منظومة جدليات وصيرورات وتركيبات وثنائيات معقدة بمجمل هذه الوقائع الاجتماعية وأبعادها الإشكالية لتأخذ الشخصية العراقية...
في عصر جامح متعولم التوجه ، ويوحي بالأخطار ، ويمور بالتحديات، ويتسم بتسارع اللحظات. يطرح الواقع السوسيولوجي المعرفي والأيديولوجي في مجتمعنا العراقي منظومة جدليات وصيرورات وتركيبات وثنائيات معقدة بمجمل هذه الوقائع الاجتماعية وأبعادها الإشكالية لتأخذ الشخصية العراقية الأساسية إلى بنيتها التقليدية ذات الصبغة الصراعية المتضادة بين قيم القدرية ومؤشراتها الماضوية والخضوع لسلطة الغيب وانتهاج الطقوسية التعبيرية والخرافية الاعتقادية بالتفكير والممارسة والسلوك الاعتباطي التقليدي من جهة ، وقيم العقلانية ومؤشراتها الاداتية المنطقية والتخطيطية والتنظيمية والتحكم بالحاضر والتنبؤ بالمستقبل وإثبات الإرادة والوجود الإنساني العراقي من جهة أخرى . صورة مركبة ومعقدة تتقاطع فيها مختلف أشكاليات الواقع السوسيولوجي للحياة اليومية وتحدياته المستمرة التي تتطلب المواكبة والاستدامة لتلك الشخصية الجدلية التي تعاني تداخلاً قيمياً بنيوياً بين سلطان قدريتها المحكومة برواسب التقليدية وسطوة المعتقدات المقدسة وبين أرادتها المتطلعة لحب الحياة والتجديد فيها . إذ تعد دراسة الشخصية العراقية مدخلاً مهماً لفهم تاريخ الإنسان العراقي وبنيته الثقافية والاجتماعية ومؤشراً لتوقعاته المستقبلية ، علاوة على أنها تعد أساساً تخطيطياً منهجياً وعلمياً لحياته بشتى مجالاتها التنظيمية الرسمية وغير الرسمية واستراتيجياته العامة والخاصة في القادة والإدارة للخروج من مقولة الفرد إلى مقولة الشخصية كاختيار وفعل.