لا يمكن لشخص ما أن يتصوّر شكل العالم بعد الجائحة إلا السارد، فالحياة عبارة عن كذبة كبيرة نسعى ونوهم أنفسنا بتصديقها، فعندما تحين ساعة الرحيل نراجع شريط الحياة، نفكّر به لكنه يمرّ كأنّه شريط لحظة، السارد هو الشخص الوحيد القادر على إعادة تركيب «شريط اللحظة» وصياغة خرائب...
لا يمكن لشخص ما أن يتصوّر شكل العالم بعد الجائحة إلا السارد، فالحياة عبارة عن كذبة كبيرة نسعى ونوهم أنفسنا بتصديقها، فعندما تحين ساعة الرحيل نراجع شريط الحياة، نفكّر به لكنه يمرّ كأنّه شريط لحظة، السارد هو الشخص الوحيد القادر على إعادة تركيب «شريط اللحظة» وصياغة خرائب العالم إلى فراديس أحلام، لكن تلك الاحلام لا تأتي عن فراغ، ولا بدّ أن يكون لها امتداد في الواقع، من هذه النقطة تنبع الفردية التي تنتج الفرادة في التفكير والتعبير، وفي هذا الصدد تقول الروائية ايزابيل الليندي «في سنّ الطفولة كنت أُعاقَب على قول الأكاذيب، الآن بعد أن أصبحت أكسب قوّتي من هذه الأكاذيب، صرت أُحترَم كساردة». توقّفنا عند محطات كثيرة من أجل استرجاع ذكرى وتدوينها، ذكرى لا نريد لها أن تغيب أو تفقد قيمتها الإبداعية والثقافية. في زمن ضياع القيم الاعتبارية للثقافة والمثقف. لقد سعينا في هذا الكتاب من أجل تأكيد شهادة محبّة لكلّ من غادرنا من الأصدقاء الذين تجمعنا معهم مشتركات الذكرى الاجتماعية والثقافية، إذا انطلقنا من صورة الشخصي إلى الأثر الإبداعي، بغية أن تبقى ذكراهم خالدة في ذاكرة الأجيال القادمة من الباحثين والدراسين لمسيرة السرد العراقي، وهو انتصار للحياة أيضاً.