لم تكنِ الجدَّةُ تعلمُ أنَّ هناكَ مَن سيكتبُ تلكَ الحكاياتِ لِتخلدَ في ذاكرةِ الشعوبِ، ولمْ تكنْ تعلمُ أنَّ أفكارَها ستصيرُ فراشاتٍ تطيرُ عبرَ أجيالٍ وأجيالٍ، فكلُّ مَن سمعَ حكاياتِها سوفَ يحكيها لأولادِهِ، وهكذا ستعبرُ الأفكارُ عبرَ الأجيالِ.لمَّا كانتْ تتعبُ منَ...
لم تكنِ الجدَّةُ تعلمُ أنَّ هناكَ مَن سيكتبُ تلكَ الحكاياتِ لِتخلدَ في ذاكرةِ الشعوبِ، ولمْ تكنْ تعلمُ أنَّ أفكارَها ستصيرُ فراشاتٍ تطيرُ عبرَ أجيالٍ وأجيالٍ، فكلُّ مَن سمعَ حكاياتِها سوفَ يحكيها لأولادِهِ، وهكذا ستعبرُ الأفكارُ عبرَ الأجيالِ.لمَّا كانتْ تتعبُ منَ الكلامِ تطلبُ إليهم إحضارَ الماءِ مِن عينِ الماءِ القريبةِ، محاولةً إشغالَ الأطفالِ، فتزوِّدهُم بأوانٍ صغيرةٍ خفيفةِ الوزنِ مُخصَّصةٍ لنقلِ الماءِ، وحينما تشعرُ بتعبِهِم تطلبُ إليهِم أنْ يغسلُوا وجوهَهُم، ثمَّ تُجفِّفها لهم بطرفِ ثوبِها الأبيضِ النظيفِ، وتُخرجُ من عنبرِ المؤونةِ الخشبيِّ الصغيرِ ما جادَ بهِ أهلُ القريةِ عليها من فاكهةٍ محليَّةٍ طازجةٍ أو مُجفَّفةٍ فتسدُّ رمقَهُم من الجوعِ ريثما تصلُ أمَّهاتُهم عندَ المغربِ. وإذا لمْ تجدْ ما يُلهيهمْ تطلبُ إليهم أنْ يعملُوا واجباتِهم المدرسيَّة، وكم كانتْ تفرحُ حينَ ترى الصُّورَ الطفوليَّةَ في الكتبِ المدرسيَّةِ! وكم كانتْ فرحةُ الأولادِ الَّذينَ لا يحبُّونَ الدِّراسةَ كبيرةً وهم ينقلونَ واجباتِهم المدرسيَّةَ من أقرانِهِم، ويُساعدُ أحدُهُم الآخرَ!