إِنّ «كِتابَ التَّسْهِيل لِعُلُومِ التَّنْزِيل» لِشَيْخنا أَبي القاسِمِ ابْنِ جُزَيٍّ، أَثَرٌ غايةٌ في النَّفاسةِ والنَّفْع، لِكُلِّ طالِبٍ لِلنَّفْعِ، باحِثٍ عن عَقْلٍ سَوِيٍّ «مُرِيدٍ للَّه». وقد شاءَ الشَّيْخُ ابْنُ جُزَيٍّ أَن يُسَهِّلَ عُلُومَ كتابِ الله عَلَى خَلْقِ الله، وشِئْتُ بِشَوْقٍ أَن أَصْنَعَ صَنيعَ الشَّيْخِ، فالتقينا على قَصْدٍ وَاحِدٍ. وضبطتُّ بِالحَرَكاتِ والسَّكَناتِ كُلَّ ما شاءَ هو أَن يكونَ كلاماً واضِحاً لَهُ مُعَبِّراً عن قُصُودِهِ ومُراداتهِ، تَفَرَّسْتُ كثيراً في أَشْباحِ الكَلِماتِ ورُسُومِها في هذا الكتاب، مُدَقِّقَاً مُقارِناً؛ الْتِماسَاً لِبَيان أَكثَرَ، ولكي أَعْرِضَ عَلى القارئ الكريم ما هَيَّأَني رّبِّي لِلقيامِ به في إخْراجِ هذه الصُّورةِ من الكِتاب. ومن الله سبحانه وتعالى التوفيق.