تناولت في هذا البحث المسار التاريخي والفني لتحولات القص– بأسلوب متواضع– بدءاً من الكتابات القصصية التقليدية التي كتبها ذنون أيوب، وجعفر الخليلي، وعبد الحق فاضل، وفهمي المدرس في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين، مروراً بفضاء الحساسية الحداثية الأولى التي...
تناولت في هذا البحث المسار التاريخي والفني لتحولات القص– بأسلوب متواضع– بدءاً من الكتابات القصصية التقليدية التي كتبها ذنون أيوب، وجعفر الخليلي، وعبد الحق فاضل، وفهمي المدرس في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين، مروراً بفضاء الحساسية الحداثية الأولى التي خلفتها تجارب عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي في الخمسينات، وصولاً إلى الحساسية الحداثية الثانية في الستينات، وما رافقها من تجريب وإزاحات وتحولات، والحساسية الحداثية الثالثة في التسعينات والعقد الأول من القرن الحالي، وهي ما زالت تواصل تحولاتها، وقد أوكلت القراءة مهمة التفصيل في هذه الحساسيات إلى الفصل الأول. لقد أفدنا من المناهج النقدية الحداثية وما بعد الحداثية التي تؤكد على النص والقارئ، كما أفدنا من علم اجتماع النص، الذي عمد إلى إبراز المستويات النصية المتعددة، لا سيما التداخل اللساني مع الاجتماعي، من حيث تناول الداخل النصي، وانفتاحه على الخارج النصي. وهذا ما دعانا إلى تبني استراتيجية التضافر المنهجي القائم على تحليل وحدات القص، واستثمار المقارنات، واستحضار الدلالات، وتفعيل منطقة التأويل، وتشريح جسد النص، وكشف علاقاته الداخلية، وإضاءة عتماته، وانزياحاته النوعية، وكل هذا تحقق في صياغة نقدية ألزمتنا بها طبيعة التحولات وخصوصيتها، لنتفاعل مع الانفتاح النصي، والدينامية النصية التي خلخلت أفق القارئ، فضلاً عن خياراتنا النقدية التي تمثل توجهنا، لاسيما استراتيجية القراءة والتأويل، وقد توزع ذلك على الفصل الثاني وهو يقارب الواقعية السحرية وتحولات القص عند عدد من القصاصين العراقيين.