لقد دشنت القنابل النووية بداية "عصر اللاعنف"، ولكن مازالت العقول البشرية تعيش في "عصر العنف" . هذا التضاد العميق بين حقائق الواقع وطريقة التفكير السائدة إلى يومنا هذا هو الرعب الجاثم على البشرية.كثير من الايدلوجيات تقوم على فكرة أنه لابد من موت الآلاف كي يحيا الملايين بسلام...
لقد دشنت القنابل النووية بداية "عصر اللاعنف"، ولكن مازالت العقول البشرية تعيش في "عصر العنف" . هذا التضاد العميق بين حقائق الواقع وطريقة التفكير السائدة إلى يومنا هذا هو الرعب الجاثم على البشرية.
كثير من الايدلوجيات تقوم على فكرة أنه لابد من موت الآلاف كي يحيا الملايين بسلام استناداً إلى مبدأ" الغاية تبرر الوسيلة". يحاول ألبير كامو في هذه المقالات فضح هذا التمويه وهذا التظليل استناداً على مبدأ استحالة تبرير الجريمة بالجريمة.
عاصر ألبير كامو حربين عالمتين، واحتلال بلاده، وحروب أهلية هنا وهناك، وعاصر الاستعداد من كل الأطراف لحرب عالمية ثالثة والتي كادت أن تقع بعد أن قام خروتشوف في الستينات بتهريب عدد من الرؤوس النووية إلى كوبا سراً لتدمير الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية.
وشهد بنفسه وحشية الحرب التي يبدو أن الناس لايستطيعون العيش بدونها رغم تكاليفها المهولة. الضحايا تتراكم والجلادون يتكاثرون في كل حرب.
حسب ألبير كامو لابد من نظام عالمي جديد بجسم تشريعي عالمي له قوة تنفيذية على مستوى الكرة الأرضية . بكلام أبسط لابد من أن تكون "الديمقراطية فوق دول العالم"، وتنتخب شعوب العالم كلها برلمان عالمي جديد كحل وحيد لعصر الخوف والرعب الذي نعيشه، كحل وحيد للتخلص من دوامة "الضحايا - الجلادين" التي فتكت بأوروبا في تلك الفترة المظلمة.