عندما تختار موضوع (العدوانية) وتكتب في وقت يعيش فيه المجتمع ثورة وتظاهرات حاشدة امتدت منذ بداية الكتابة لحين الانتهاء، ومورست على المطالبين بحقوقهم أبشع صور العدوانية بأنواعها، وهذا ذاته يعد معاناة تخص الباحثة؛ لأنها تعيش العدوانية كما يعيشها المتظاهرون الآخرون، واللافت...
عندما تختار موضوع (العدوانية) وتكتب في وقت يعيش فيه المجتمع ثورة وتظاهرات حاشدة امتدت منذ بداية الكتابة لحين الانتهاء، ومورست على المطالبين بحقوقهم أبشع صور العدوانية بأنواعها، وهذا ذاته يعد معاناة تخص الباحثة؛ لأنها تعيش العدوانية كما يعيشها المتظاهرون الآخرون، واللافت للنظر أنها تمارسها أيضاً، فكيف تمارسها؟!. هذا ما يستفز القارئ هل الباحثة عدوانية؟ لأنها تخرج مع الآخرين للمطالبة بحقوق اُستُرِقت علناً، وبعد عودتها من التظاهر، تنزوي وتعتزل ما تبقى من نهارها حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود، في غرفة أشبه بسجن، اعتادت عليها ثلاث عشرة سنة فأحبت تلك العزلة المعرفية المغلقة من كل شيء سوى إنارة ضعيفة، إذ تنزعج من أية حركة، أو أي صوت صادر خشية التأثير على لحظات القراءة والتفكير والتأمل، فتمارس على نفسها عدوانية تمنعها من كل شيء.