أشعر بسعادة غامرة وأنا أكتب مقدمة الطبعة العربية لكتابنا من أجل قراء منطقة عريقة التاريخ، بعد طبعه باللغات التركية والألمانية والإنكليزية والروسية. أهلا بكم في رحلتنا مع العمق الإنساني.الغاية الرئيسية لهذا الكتاب هي مساعدة الإنسان المعاصر على معرفة وفهم نفسه. ولهذا سعينا...
أشعر بسعادة غامرة وأنا أكتب مقدمة الطبعة العربية لكتابنا من أجل قراء منطقة عريقة التاريخ، بعد طبعه باللغات التركية والألمانية والإنكليزية والروسية. أهلا بكم في رحلتنا مع العمق الإنساني. الغاية الرئيسية لهذا الكتاب هي مساعدة الإنسان المعاصر على معرفة وفهم نفسه. ولهذا سعينا إلى تحديد ووصف ضياع القيم الإنسانية الحاصل على صعيد الفرد والمجتمع والعمق الإنساني الذي بدأنا نفقده، من خلال أمثلة من الحياة اليومية والسلوكيات. غايتنا الثانية هي مناقشة نماذج الأحاسيس والأفكار والتصرفات الرئيسية التي من شأنها الحيلولة دون ضياع القيم المخالف لطبيعة الإنسان. فالمشكلة الرئيسية للإنسان المعاصر أينما كان في العالم هي التراجع على الصعيد "الإنساني"، إلى درجة أن السلام الداخلي لدينا تزعزع بشكل مطرد. تزايدت بيننا أعداد من يقفون في الزحام وحيدين ووسط الضجيج صامتين. نبتعد بسرعة عن القيم الإنسانية. يقوض الضغط النفسي قدرتنا على الانسجام. تضخمت المادة إلى حد إرخاء ظلالها على المعنى. أصبحت الحياة الفردية وتعاظم الأنانية مشكلة رئيسية للإنسان المعاصر.