هذه المقالات جزء من مشروعي النقدي الذي ابتدأ منذ عام 1971 عندما نشرت مع الناقد فاضل ثامر كتاباً مشتركاً هو «قصص عراقية معاصرة»، ومن يقرأ المعالجات النقدية في هذا الكتاب يجد ثمة فرشة واسعة عن القصة العربية بالذات، فقد كنت طوال هذه السنين متردداً بين أن أنشر مقالاتي عن القصة...
هذه المقالات جزء من مشروعي النقدي الذي ابتدأ منذ عام 1971 عندما نشرت مع الناقد فاضل ثامر كتاباً مشتركاً هو «قصص عراقية معاصرة»، ومن يقرأ المعالجات النقدية في هذا الكتاب يجد ثمة فرشة واسعة عن القصة العربية بالذات، فقد كنت طوال هذه السنين متردداً بين أن أنشر مقالاتي عن القصة بعد أن ظهرت في مجلات وصحف، وبين أن ألغي المشروع كله باعتباره قد نشر. ولكني وجدت نفسي أميل إلى تجميع هذه المقالات في كتاب قد تكون فيه فائدة لقارئ يريد أن يتعرف على القصة وعلى الناقد معاً، لاسيما وأن مرحلتنا الحالية في النقد قد لا تبشّر بخير كما يرى البعض بعد أن طغى عليها هاجس تجديد المنهج النقدي الذي بدا للقارئ خلال الكتابات النقدية أنه يعيش دوامة صراع المناهج، دون أن يسهم هذا التجديد في نهوض القصة أو الرواية، على العكس مما يحدث في الغرب حيث المنهج النقدي الجديد هو أداة لتطوير النتاج الإبداعي لا أداة تفسير وشرح فحسب. فالروائي الغربي يعيش في المستوى المعرفي الذي تعالجه المناهج النقدية الحديثة، لذا ليس ثمة فارق كبير بين طروحات الاثنين. فالمنهج النقدي لا يسير بمعزل عن تطور البنية الكلية لمؤسسات المجتمع كافة: التعليمية والثقافية والإدارية والعمرانية والسياسية. أما عندنا في الشرق فكل شريحة تتطور وحدها، وعندما لا تجدُ مجالاً لتطبيقاتها خارج ميدانها تنكفئ على نفسها، وهذا ما يحصل للنقد الأدبي العربي الجديد الذي أغرم بالمناهج الحديثة وتطورت أدواته وفق سياقاتها لكن دون أن يحقق تقدماً في النَّصّ الإبداعي.