قصَّةُ ثلاثةِ أجيال في أسرة بارغيتر، تتجلَّى فيها علاقات أفرادها الحميمة والجافية، ومخاوفهم، وانتصاراتهم. وهي روايةٌ رُسِمت مستندةً إلى الإيقاعات المتسارعة لشوارع لندن إبَّان العقود الأولى في القرن العشرين. في مراحل نشأتهم في بيت وفق طراز فيكتوريٍّ أنموذجيٍّ، كان على...
قصَّةُ ثلاثةِ أجيال في أسرة بارغيتر، تتجلَّى فيها علاقات أفرادها الحميمة والجافية، ومخاوفهم، وانتصاراتهم. وهي روايةٌ رُسِمت مستندةً إلى الإيقاعات المتسارعة لشوارع لندن إبَّان العقود الأولى في القرن العشرين. في مراحل نشأتهم في بيت وفق طراز فيكتوريٍّ أنموذجيٍّ، كان على أبناء بارغيتر أن يتعلَّموا العثور على موطئ قدم لهم في عالَم بديل، حيث انتقلت آداب السلوك من حجرة المعيشة إلى ملجأ يحمي من الغارات الجويَّة. إنَّه عملٌ يتَّسم بالسلاسة والوضوح المبهر، ويتجنَّب في بنائه المسارَ البسيط لتقدُّم الأحداث لصالح أسلوب متغيِّر ومتنوِّع، ويؤكِّد على الانقطاع الجذريِّ لتجارب الأفراد، وللأحداث التاريخيَّة.
تحتفل رواية فرجينيا وولف قبل الأخيرة بمرونة الذات الفرديَّة، وترسم بثقة -بأصوات شخصيَّاتها- لوحةً كاملةً على مرِّ الزمن والأجيال والتغيُّرات الاجتماعيَّة. ويُعدُّ مرور الوقت أحد موضوعاتها الرئيسة، وبهذا تعمد إلى ذِكر تفاصيل بسيطة، غالباً ما تكون ذات خصوصيَّة، للَّحظات في حياة الشخصيَّات. مع ذلك، تبتعد عن أنموذج تيَّار الوعي، الَّذي تشتهر به، وتتحرَّك بأسلوب أقرب إلى الرواية التقليديَّة.