شكّل الفكر الألوهيّ - الملكيّ ضمن الحضارات الإنسانيّة عامَّةً، محوراً أساسيّاً للفلسفة الحاكميّة السلطويّة، وارتبط اسم الملك والقائد بالحكم الإلهيّ، لذا عدَّت المجتمعات البشريّة، عبر الأزمنة، أنَّ هؤلاء الحكّام والقادة يستمدّون قوَّتهم من خلال سمات خارقة تمنحهم إيّاها...
شكّل الفكر الألوهيّ - الملكيّ ضمن الحضارات الإنسانيّة عامَّةً، محوراً أساسيّاً للفلسفة الحاكميّة السلطويّة، وارتبط اسم الملك والقائد بالحكم الإلهيّ، لذا عدَّت المجتمعات البشريّة، عبر الأزمنة، أنَّ هؤلاء الحكّام والقادة يستمدّون قوَّتهم من خلال سمات خارقة تمنحهم إيّاها عوامل فوق طبيعيَّة، ما سبَّب الجنوح نحو مفهوم متطرّف من التقديس والعبادة. وسرعان ما تطوّر هذا المفهوم عبر العصور، مستنداً إلى أشكال عدَّة، فارتبطت بقوى حيوانيّة تارةً وعوامل الطبيعة تارةً أخرى، بحسبان أنَّ فكرة الإله كان يكتنفها الغموض لدى الديانات البدائيّة، ثمّ رسَّختها على نحو قطعيّ الديانات التوحيديّة من خلال شعار الإله الواحد، خالق الكون والبشريَّة. بقيت فلسفة الحاكميَّة الإلهيَّة مرتبطةً بالسلطة، ثمّ وُلِدت من جديد في مرحلة ما بعد الدعوات النبويّة التوحيديّة بتأثير واندماج الثقافات الحضاريّة مع بعضها بعضاً، فأعيد بذلك إحياء هذا الفكر مجدّداً ضمن أشكال متعدّدة أهمها «سياسيّ- سلطويّ».