تحاول هذه الدراسة أن تتقصى مسألتي الشك والخطيئة، اللتين تعبران عن الوجود في صورته الذاتية، إن لم يكن الوجود نفسه لا يأبى التخلي عنهما. فالأولى تدفعك إلى تساؤلات الوجود وقضاياه الملحة، والأخرى توخز الضمير بالندم والشعور بالخطيئة، تلك الخطيئة التي شقت طريقها في الموروث...
تحاول هذه الدراسة أن تتقصى مسألتي الشك والخطيئة، اللتين تعبران عن الوجود في صورته الذاتية، إن لم يكن الوجود نفسه لا يأبى التخلي عنهما. فالأولى تدفعك إلى تساؤلات الوجود وقضاياه الملحة، والأخرى توخز الضمير بالندم والشعور بالخطيئة، تلك الخطيئة التي شقت طريقها في الموروث الثقافي على نحو مستمر. وهنا المفترق، إما أن تكون سبباً مباشراً، وإما غير مباشر في افتراقها، وإما أن تعلن تمردك وعصيانك لذنب وقع عليك. هذه الثلاثية-الوجود، الخطيئة، والشك- هي لباب عقيدة كيركجارد، التي كان يتناولها في كتاباته؛ فهل يا ترى نجح في ذلك أو قدم براهينَ مشحونة باليأس والسوداوية؛ بحيث لا يمكننا الخروج بنتيجة تؤكد أو لا تؤكد رؤياه وأسفاره الفكرية!؟ لأن الخطيئة تحديداً، كما كان يميط اللثام عنها، ليست نقضاً أو إبطالاً، وإنما موقفاً يجب الالتزام به، وذلك لاندماجها باليأس، وما اليأس إلا الخطيئة ذاتها، ذلك اليأس الذي هو مرض يقودنا إلى الموت، -حتى الموت- مرض في الروح وفي النفس؛ وكما يوجزه، ألا تكون واعياً ومدركاً بذاتك، أي لديك نفساً، وألا ترغب أن تكون أو لا تكون ذاتك، تلك هي المصيبة!!