أُنشئ هذا الكتاب من مجموع بحوثٍ عرض مُعظمها للعلاقة بين اللسانيات وعلوم اللغة العربية، إذ اتخذت هذه العلاقة أشكالاً متعدّدةً كان أغلبُها منصبّاً على نقد علوم اللغة العربية، والسعي إلى تقليد اللسانيات من غير اهتمام بالفروق التي لا بدّ من مراعاتها كلّما حدث اقتباسٌ أو...
أُنشئ هذا الكتاب من مجموع بحوثٍ عرض مُعظمها للعلاقة بين اللسانيات وعلوم اللغة العربية، إذ اتخذت هذه العلاقة أشكالاً متعدّدةً كان أغلبُها منصبّاً على نقد علوم اللغة العربية، والسعي إلى تقليد اللسانيات من غير اهتمام بالفروق التي لا بدّ من مراعاتها كلّما حدث اقتباسٌ أو تطبيق. ولقد مرّ على ظهور الأثر اللساني في الثقافة العربية ما يزيد على نصف قرن من غير أن تحسم هذه العلاقة، وتستقرّ الصلات التي ينبغي أن تكون سليمة وواضحة بين اللسانيات الوافدة وعلوم اللغة العربية الأصيلة. ولذلك رأيت أنّ الضرورة ماسّة لمراجعة جزء من الأثر اللساني في علومنا اللغوية من جهات المنهج والأصوات والصرف، ولاسيما ما يتّصل بالتشكيل الصوتي للعربية في ضوء الدرس الحديث. وكان اشتغالي بهذا الموضوع قد اتخذ أنحاء مختلفة منذ نحو ثلاثين عاماً، منها ما عرضته في محاضرات ومؤتمرات علمية من آراء في موضوع اللسانيات وآثارها، فضلاً عمّا كتبته من مراجعات وبحوث مبثوثة في الدوريات العربية، ومن مؤلفات منشورة.