يقول السيد آرثر أداموف: «إنَّ هذا العالم يسجنني ويطوق روحي». لنتأملْ هذه العبارة قليلاً نرَ أنَّ ما كتبه أداموف كان تعبيراً عن مدى قلق الإنسان، وكان هذا القلق يظهر على هيئة لعبة ظريفة مثل مسرحية (بينج بونج) أو... أو أسخف بكثير من ذلك مثل مسرحية يوجين يونسكو (التحايا).ولعلَّ...
يقول السيد آرثر أداموف: «إنَّ هذا العالم يسجنني ويطوق روحي». لنتأملْ هذه العبارة قليلاً نرَ أنَّ ما كتبه أداموف كان تعبيراً عن مدى قلق الإنسان، وكان هذا القلق يظهر على هيئة لعبة ظريفة مثل مسرحية (بينج بونج) أو... أو أسخف بكثير من ذلك مثل مسرحية يوجين يونسكو (التحايا). ولعلَّ عبارة السيد هارولد بينتر، «إنَّ هذا العالم ذاهب الى خسارة نفسه»، تدلنا، مرة أخرى، على حقيقة يؤمن بها كل كتَّاب مسرح العبث، وهي أنَّ العالم يخلو من المعنى والمنطق، وأنَّ الإنسان سوف يموت منذ أن علم أنه قد ولِد. إخوتي القراء، إنني أضع بين أيديكم هذه اللوحات الإنسانية التي تزخر بالمواقف اللامعقولة، وهي مسرحيات ليست للكل؛ إنها أعمال كتُبت للنخبة؛ فقد يسيء الآخرون بنا الظن قائلين: إن الوجوديين المتشائمين قد أساؤوا إلى العالم، إنهم يحفرون بمعولهم كاشفين عن مواطن رعب الإنسان، يا له من نكران! أليس الوجوديون هم من صنعوا العالم؟! لو لم يكن الوجودي الأول هناك في العالم فمَنْ إذاً يعلمنا أن نكتب ونرسم ونغني ونرقص قبل أن نموت؟