إن دراسة «وضع النساء عبر العصور»، يثير ضمنياً مشكلة المعيار، أو المرجع الذي يمكن استنادا إليه قياس هذا الوضع. قد يكون هذا المرجع، وضعَ النساء في الحقبة التي سبقت، أو وضعَ فئةٍ اجتماعية أو مجتمع بعينه، أو يكون - ببساطة - وضعَ النساء مقارنةً بوضع المجموعة الجنسية الأخرى، ألا...
إن دراسة «وضع النساء عبر العصور»، يثير ضمنياً مشكلة المعيار، أو المرجع الذي يمكن استنادا إليه قياس هذا الوضع. قد يكون هذا المرجع، وضعَ النساء في الحقبة التي سبقت، أو وضعَ فئةٍ اجتماعية أو مجتمع بعينه، أو يكون - ببساطة - وضعَ النساء مقارنةً بوضع المجموعة الجنسية الأخرى، ألا وهي الرجال. عندئذ سوف نقول، بناءً على المقارنات، إن وضع النساء قد تدهور، أو إنه أدنى من وضع الرجال.لكن إذا كان من اليسير نسبياً اختيار المرجع في المجتمعات المعاصرة، فمن العسير، في المقابل، تقييم وضع النساء في المجتمعات السابقة. في واقع الأمر، العلم ليس محايدا، بل إنه متحيّز، انطلاقا من كونه يتطور في مجتمع يقوم على الطبقات، جنسياً واجتماعياً. ففي عالم تسوده السلطة الذكورية، يولي التاريخ اهتماما بالوضع الماضي للفلاحين والعمّال (بعد اهتمامه حصرياً تقريبا بوضع الأقوياء)، لكنه أغفل إلى غاية الآن وضع النساء.