هذه الدراسة لا تزعم الإحاطة بجميع أشكال التخييل fiction تطورياً أو تزامنياً. إنها تسبر موضوعاً بالغ الخصوصية ونوعياً لا يمكن لشاعرية السرد – سواء كان شاملاً أو دقيقاً مثل «خطاب السرد» عند جيرار جينيت G.Genette - أن يوليه عادة سوى مكانة محدودة. لكن الأمر يتعلق بموضوع ذي أهمية كبرى؛...
هذه الدراسة لا تزعم الإحاطة بجميع أشكال التخييل fiction تطورياً أو تزامنياً. إنها تسبر موضوعاً بالغ الخصوصية ونوعياً لا يمكن لشاعرية السرد – سواء كان شاملاً أو دقيقاً مثل «خطاب السرد» عند جيرار جينيت G.Genette - أن يوليه عادة سوى مكانة محدودة. لكن الأمر يتعلق بموضوع ذي أهمية كبرى؛ ليس فقط لأن الرواية الحديثة تفضل وقائع الوعي، بل أيضاً لأن الحياة الداخلية بشكل هي بشكل عام المجال الذي يفضّلهُ السرد التخييلي récit de fiction. لهذا فإن الطرائق المستخدمة لإيضاح الحياة الداخلية ترتبط بعلاقات وثيقة مع صيغ التخييل بشكل عام، كعلاقتها بـ«الحالة السردية» أو بـ«وجهة النظر» لدرجة توضح معها التباينات الصعبة.هذا يقودني إلى ملاحظة أخيرة هي أن قضية المنظور السردي تميل عبر هذه العقود الأخيرة أكثر من أي وجه آخر من وجوه علم السرد narratologie، إلى الانقسام بين المُنظّرين الذين تناولوها من كل جانب، انقساماً قوياً: حيث الدقة المفعمة بإبداع النقاد من جهة، وهندسة اللسانيين الاختزالية من جهة أخرى.