الفانتازيا المأساوية هي ما يمكن أن توصَف به قصص هذه المجموعة التي اختارت لها المؤلّفة عنوان (في جحيم بلوكاتو)، ذلك الخط السردي الذي بدأته في روايتها القصيرة (موت في نهاريا)، الرواية التي كُتبت في أجواء الحَجْر الصحّي الإجباري إبان جائحة كورونا، بين وطأة الواقع وأجواء الحلم...
الفانتازيا المأساوية هي ما يمكن أن توصَف به قصص هذه المجموعة التي اختارت لها المؤلّفة عنوان (في جحيم بلوكاتو)، ذلك الخط السردي الذي بدأته في روايتها القصيرة (موت في نهاريا)، الرواية التي كُتبت في أجواء الحَجْر الصحّي الإجباري إبان جائحة كورونا، بين وطأة الواقع وأجواء الحلم في هذه المجموعة تقع أحداث بعض القصص التي تذوب فيها الحدود بين الحقيقة ونقيضها، فيما كانت الفانتازيا التي تستشرف المستقبل حاضرة في قصص أخرى، تضع القارئ في أجواء عالم متخيّل تؤول إليه الأماكن التي تشغل تفكيره، وعلى الرغم من حضور المأساة المتمثّلة بالفَقد الذي يفتّت الأسر والمجتمعات بسبب الحرب التي مثّلت خلفية سوداء للأحداث إلّا أنّ ما يخفف وطأة التراجيديا فيها هي النهايات المفتوحة على الآتي والسكينة التي تغمر أرواح أبطالها، هي قصص طيف واسع من البشر الذين تقاسموا الحزن والخوف والشتات، وبالنسبة لهؤلاء فإنه يصعب الحديث عن الأمل في الآتي لأن أفق الانتظار ملبَّد بغيوم المجهول، ولأن الأيام القادمة قد لا تختلف عمّا سبقها.