سأورد في رسالتي هذه أشعاراً قلتُها فيما شاهدته، فلا تنكر أنت ومن رآها عليَّ أني سلاكٌ فيها مسلك حاكي الحديث عن نفسه، فهذا مذهب المتحلَّين بقول الشعر، وأكثر من ذلك فإن إخواتي يجشِّموني القولَ فيما يَعْرِض لهم على طرائفهم ومذاهبهم.وكفاني أني ذاكر لك ما عَرض لي مما يشاكل ما...
سأورد في رسالتي هذه أشعاراً قلتُها فيما شاهدته، فلا تنكر أنت ومن رآها عليَّ أني سلاكٌ فيها مسلك حاكي الحديث عن نفسه، فهذا مذهب المتحلَّين بقول الشعر، وأكثر من ذلك فإن إخواتي يجشِّموني القولَ فيما يَعْرِض لهم على طرائفهم ومذاهبهم. وكفاني أني ذاكر لك ما عَرض لي مما يشاكل ما نحوتُ نحوه وناسبُه إليَّ. والتزمت في كتابي هذا الوقوفَ عند حدك، والإقتصارَ على ما رأيتُ أو صحَّ بنقل الثقات، ودعني من أخبار الأعراب والمتقدمين؛ فسبيلُهم غير سبيلنا، وقد كثرت الأخبار عنهم، وما مذهبي أن أنضي مطيَّة سواي، ولا أتحلَّى بحلي مستعار، والله المستغفَر والمستعان لا ربَّ غيره.