إن دراسة التاريخ من أوجب الدروس على الإنسان؛ لأنه بالوقوف عليه يعرف ما مضى، فيتحقق أن المساوئ لا تلد إلا أضراراً لصاحبها.وأن الحسنات لا تنتج إلا منافع لصاحبها، وما من أمة ارتقَت إلا بعد أن عرفت تاريخ سلفها، وما انحطَّت إلا لِما جهلت تاريخه؛ لأن المرء لا يندفع إلى العمل إلا...
إن دراسة التاريخ من أوجب الدروس على الإنسان؛ لأنه بالوقوف عليه يعرف ما مضى، فيتحقق أن المساوئ لا تلد إلا أضراراً لصاحبها. وأن الحسنات لا تنتج إلا منافع لصاحبها، وما من أمة ارتقَت إلا بعد أن عرفت تاريخ سلفها، وما انحطَّت إلا لِما جهلت تاريخه؛ لأن المرء لا يندفع إلى العمل إلا بما يرى ويؤثر على حواسه الباطنة والظاهرة، ولا يقعد على الجد والدأب إلا إذا لم يكن له دافع يدفعه إليه. هذه هي المنافع الكُبرى التي لا يغض عنها، فضلاً عن سائر المنافع التي لا تخفى على المُطالع.