لما كانت كلُّ سعادةٍ ومتعةٍ ذا نوع سلبي، وكان الألم ذا نوع إيجابي؛ لم تكن الحياة موجودة للإستمتاع بها، بل لكي نغزوها ونَعبُرها؛ لذلك فعلينا تدبُّر أمرنا.ومَن أمضى حياته بلا ألمٍ مفرِطٍ - جسدي أو نفسي - كان صاحبَ أسعدِ قدَرٍ يمكن ملاقاته؛ لا مَن تقاسَم مِنَ الأفراح والمتع...
لما كانت كلُّ سعادةٍ ومتعةٍ ذا نوع سلبي، وكان الألم ذا نوع إيجابي؛ لم تكن الحياة موجودة للإستمتاع بها، بل لكي نغزوها ونَعبُرها؛ لذلك فعلينا تدبُّر أمرنا. ومَن أمضى حياته بلا ألمٍ مفرِطٍ - جسدي أو نفسي - كان صاحبَ أسعدِ قدَرٍ يمكن ملاقاته؛ لا مَن تقاسَم مِنَ الأفراح والمتع أعظمها. والذي يودُّ قياس السعادة في مسيرة حياةٍ ما وفق هذه الأفراح والمتع يكون معيارُه خاطئاً تماماً، لأن الأفراح سلبية، وإمكان جعلها المرء سعيداً وهمٌ تغذِّيه الغيرة وتُلهِبه؛ إذ إنها غير محسوسة بطريقة إيجابية، على خلاف الآلام؛ فهذه الأخيرة إذاً معيارُ السعادة في الحياة، بمقدار غيابها.