لقد ظل دوستويفسكي سبع سنوات يفكر في رسكولنكوف وجريمته قبل أن يخط حرفاً. وما رسكولنكوف – على قول مؤلفه – إلا صورة للشاب كما كان يُرى كثيراً في الحياة الفعلية في عصره، وهي صورة ربما تشاهد في هذا الزمان أكثر من قبل، في الحياة الفعلية لجميع الشعوب، تحت ضغط الحاجة هي صورة فتى ضاق...
لقد ظل دوستويفسكي سبع سنوات يفكر في رسكولنكوف وجريمته قبل أن يخط حرفاً. وما رسكولنكوف – على قول مؤلفه – إلا صورة للشاب كما كان يُرى كثيراً في الحياة الفعلية في عصره، وهي صورة ربما تشاهد في هذا الزمان أكثر من قبل، في الحياة الفعلية لجميع الشعوب، تحت ضغط الحاجة هي صورة فتى ضاق بالحياة أو ضاقت به الحياة. واسع المطامع كبير الآمال يفكر، ويفكر طويلاً، كيف يحصل على المال لتحقيق غاياته. فلا يهديه تفكيره المريض إلا إلى ارتكاب جريمة بقتل امرأة عجوز مرابية تعيش بامتصاص مجهود الناس والإستفادة من حاجتهم إليها. وتم له ارتكاب هذه الجريمة، بل ارتكاب جريمتين، وتم له الحصول على المال. ولكن شبح إثمه، بقتل نفس بشرية، لا يزال يطارده حتى يعترف بجريمته.