عجباً ! إن مشكلة الحياة الكبرى لم تتغير منذ ألف وثلاثمائة سنة ، ولم تزل الحرب على أشدها بين خدام أنفسهم وخدام العقائد والأمثلة العليا، ولم يزل الشهداء يصلونها ناراً حامية من عبيد البطون والأكباد، ولم يزل (داؤنا العياء) كما قال أبو العلاء !كان هذا شعوري بكتاب أبي الشهداء حين...
عجباً ! إن مشكلة الحياة الكبرى لم تتغير منذ ألف وثلاثمائة سنة ، ولم تزل الحرب على أشدها بين خدام أنفسهم وخدام العقائد والأمثلة العليا، ولم يزل الشهداء يصلونها ناراً حامية من عبيد البطون والأكباد، ولم يزل (داؤنا العياء) كما قال أبو العلاء ! كان هذا شعوري بكتاب أبي الشهداء حين قرأته من جديد ، لتقديمه إلى هذه الطبعة. مسكينة هذه الإنسانية ! لا تزال في عطش شديد إلى دماء الشهداء، بل لعل العطش الشديد يزداد كلما ازدادت فيها آفات الإثرة والأنانية ونسيان المصلحة الخالدة في سبيل المصلحة الزائلة.