لفترة طويلة سوف تدفعني سلطة غريبة للسير في ركاب أبطالي العجيبين، وتصوير مجمل الحياة الجارية، تصويرها من خلال الضحك البادي لعيان العالم، والدموع التي لا تراها عيناه، ولا يزال بعيداً ذلك الزمن الذي تتبجس فيه الزوبعة الرهيبة للإلهام، وتنهض من الهول الطاهر، ومن تألق الذروة،...
لفترة طويلة سوف تدفعني سلطة غريبة للسير في ركاب أبطالي العجيبين، وتصوير مجمل الحياة الجارية، تصويرها من خلال الضحك البادي لعيان العالم، والدموع التي لا تراها عيناه، ولا يزال بعيداً ذلك الزمن الذي تتبجس فيه الزوبعة الرهيبة للإلهام، وتنهض من الهول الطاهر، ومن تألق الذروة، وحينها، في غمرة الإرتباك والوجل، يُؤخذ هؤلاء الأبطال، بهزيم رعد الأحاديث الأخرى.
لننطلق، لننطلق ولتبتعد التجاعيد، التي حطت على الجبين، وليَزُل تجهم الوجه الصارم، مرة واحدة ونغرق فجأة في لجة الحياة، بكل قرقعتها ودفوفها الصامتة، ولننظر إلى ما يفعل تشيتشيكوف. - غوغول
وتشيتشيكوف هذا، هو بطل رواية (النفوس الميتة) الحي الميت، الجائع، الباحث عن الموتى في كل مكان ليسد جوعه إلى الشهرة وليجد لنفسه مقاماً بين الأحياء - الأموات، الذين يملكون أمر البلاد والعباد.
تلك هي ملامح رواية النفوس الميتة أو الملخمة كما يسميها الروس، التي هزت أحاسيس الكاتب الكبير غوغول، الذي، من (معظمه) خرج أدباء روسيا العظام كما قال الكاتب الكبير دستويفسكي.