-
/ عربي / USD
بين الإنسان والسفر ما بينه وبين الحياة والموت، نشيدٌ مفعمٌ بالغبطة والمأساة يرفعك ويشفٌّ بك لتنطلق خفيفاً كالنوارس.
تلك هي الهجرة، هذه السيمفونية الدافقة التي تحيل العالم في الرأس طيفاً من اللون، بحراً من الضوء، هوذا النداء السرّي يأتي من جهات الأرض كلها يقول: افتح ذراعيك شراعاً فالريح قد هبّت.
هوذا الحلم بوجهه البريء ووجهه الآثم يتجلى الآن وقد اجتاحك كضربة شمس أو لعنة ولا تعرف كيف سقطت في هذا العبور الغسقي المبهر.
تقدم عارياً إلا من النسيان، ففي النهاية يبقى الموت وحده الحقيقة الوحيدة القاسية، والغربة هي الخطوة الأولى بإتجاه تلك الحقيقة، وأنت لا تملك شيئاً سوى هذا الجسد الجامح والروح المتوهجة المتآخية مع الشقاء والخطر.
في حياتنا اليومية نواجه الدروب الثلاثة الخطرة: درب الحريق ودرب الغريق ودرب السدّ الذاهب فيه لا يُردّ.
في عالم فسد فيه حتى الهواء، عالم فاسد الروح غير قابل للتغيير والتجدد والإنتقال من طوره شبه البدائي إلى طور الحضارة ورؤية العالم الجديد، كيف تحيا؟
حزين أيها البحر فهل أنت حزين مثلي؟.
حزين ومبلبل ومكسور، وليس في يدي أسلحة لأبدأ الدمار الجميل، لو تعرني أيها البحر الصديق أمواجك الهائجة ليوم واحد فقط.
وبعد أن أغطي هذه القارة بالغِريَن والوحل، أعود إليك وأنحني إجلالاً وأضمك، وبعدها أغمرني بموجك بلا عودة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد