“مواسم العوسج” رواية ذات نكهة خاصة، تحضر فيها البيئة البدوية “الصحراوية” بكثافة وتفاصيل شديدة الخصوصية حتى لتكاد أن تكون تلك البيئة ومفرداتها الحياتية وانعكاسها على حياة البشر والكائنات الحية هي البطل الرئيسي للرواية.
ولعل ما صوّرته من مظاهر حياة المرآة والقهر الاجتماعي الذكوري الواقع عليها يُعدّ مأئرة الكاتبة.
“مواسم العوسج” هي بحق صوت الرغبة المقموعة، صوت الجسد عندما يثور على التقاليد التي تكبله. صوت نسوة يواجهن مصيرهن بشجاعة نادرة وتحمّل وصبرٍ عجيبين. إنها صوت جوزاء وسعدى ومريم وسندى وغيرهن من النسوة اللواتي يحاولن تجاوز شرطهن الاجتماعي وقسوته وانغلاقه فيقعن في المحظور. كما أنها صوت الفقر في مواجهة الغنى، وصوت أهل البادية في مواجهة أهل الحضَر على مستوى العمران والعادات والتقاليد وسواها.إنها رواية تُقرأ مرتين، الأولى للاستمتاع بجوانب بيئة مغيبة في السرد إلى حدٍ بعيد، والثاني للتأمل فيما كانت عليه تلك البيئة وناسها وما آلت إليه أخيراً.