-
/ عربي / USD
وكان أن جاءت الحرب فكانت ثالثة الأثافي. الحرب التي بدأت روايتها بالدمِ والجنون والوحشية. بدت كصدمةٍ عبرَ ربيعٍ دموي أسود، خلخل الروح والعقل واطمئنان السراب البرّاق الذي كنّا نحيا في ظلاله الخادعة. الحرب التي عرّت لحاءَ الأشجار الخارجي وكشفت الجذور العفنة، وأخرجت إلى السطح تحتَ الشمس كُمون جراثيم الكراهية وديدان الأحقاد والرائحة البشعة للسّم الطائفي المُميت». تحت ظلال قناعتي بجوهر ما يجري من توحّش ودمار، وتحت وطأة الزلزال الدّاخلي للروح والعقل، بدت لي الكتابة غُثاءً نافلاً مُرمى على شاطىء مهجور، كما تراءت لي على شاشة الذّاكرة، أنّ سنوات الحفر عن التبشير بالتنوير خلال نصف قرن، نوع من العبث واللاجدوى، بدت كمن يحفر في صحراء «النّفوذ» عن نهر مفقود... في هذه الرواية يدوّن «حيدر حيدر» إدانته الصريحة للطائفية بدءاً، وللفسادِ والإرهاب وهمجية الحرب عبوراً ونهاية. إنها قصة واقعية يرويها إنسانٌ عاش جزءاً من ويلاتها القذرة وحصارها الجسدي والنفسي، والتي ندفعُ ثمنها جميعاً بلا استثناء.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد