-
/ عربي / USD
حين تقرأ رسائل اللعبي، الرسائل التي كتبها من سجنه، نعرف أنه، ومنذ البداية، أدرك هذه المسألة الهامة. أدرك المعنى العميق لمكان وزمان اسمه السجن: إنه تحويل الإنسان الذي يدخل إليه. تغييره باتجاه محوه. إلغاء كيانه الذي به كان بامكانه أن يستمر متطوراً في عالم الخارج، عالم الحياة والواقع.
هكذا يحقق السجن وظيفته. يعدم دون أن يقتل، أو يقتل ما لا يريده. ويبقى فقط كائن حي. مجرد كائن يمارس الحياة في حدودها الدنيا.
عبد اللطيف اللعبي لا يريد أن يموت، وهو قوي وقادر. الشاعر لا يريد أن يصير ما يريدونه أن يكون، لن يصير مجرد كائن حي. لن يقتلوا الشاعر الذي كان: المناضل المقاوم. بين جدران الزنزانة وفي زمانها لن يتراجع عاشق الحرية والحياة العادلة لكل الناس، فتزهر الكتابة في يده وتكتسح حواجز العزل".
يعترف الكاتب في تقديمه للكتاب بأنه لم يقوَ على إعادة قراءة هذه الرسائل لأنها لم تكن مجرد صفحة في التاريخ، بل جرحاً قديماً. لكن بعد أن اكتسبت تجربته الشخصية النضج الكافي يعيد وضع الصيغة النهائية لهذه اليوميات:" كأن التاريخ استعادة سلطته دون أن يضايقني ذلك في شيء. إن النظام الجائر الذي كانت تفضحه هذه الرسائل قد تصدّع، والقيم التي دافعت عنها بقوة أصبحت معترفاً بها كحجر الزواية لأي مشروع يستهدف أنسنة مجتمع لم يعد يطيق أغلاله ويعمل على استعادة أحلامه العادلة رغم جلبة المتاجرين باليأس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد