-
/ عربي / USD
يتناول هذا الكتاب سيرة المستشار السياسي حمزة غوث، وهي سيرة مثيرة، طَبَعت قرنًا عربيًا بأكمله، في كل تحولاته السياسية وتبدلاته. كان شاهدًا على حدثين سياسيين مهمّين، طليعة القرن العشرين، الأول تداعي وانهيار الدولة العثمانية، والثاني تنامي وصعود الدولة السعودية، وما بينهما كان انهيار إمارة آل رشيد في حائل. وفي خضم هذه الأحداث السياسية، كان شاهدًا وفاعلًا، منذ انضمامه، كغيره من الطلائع العربية المثقفة، إلى جمعية الاتحاد والترقي، وعمله رئيسًا لبلدية المدينة، ورئيسًا لتحرير جريدة «الحجاز»، التي قادها بضراوة في مواجهة جريدة «القبلة»، الناطقة باسم الثورة العربية، وباعثها الملك حسين، ليلاحقه ويهاجمه ويُصدرُ أمرًا بإعدامه. لينتقل بعد ذلك ضمن عملية «سفر برلك» إلى الشام، ملتحقًا بجبهة الجهاد الإسلامي، مع المجاهد أحمد السنوسي، تحت راية مصطفى كمال أتاتورك، لتقوده الأقدار للعمل في إمارة آل رشيد في حائل، مستشارًا سياسيًا، ومفوَّضًا لها في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق. وما كان له، وهو السياسي المحنّك، الذي يرى بزوغ وتأُلق نجم «ابن سعود»، إلا أن ينتقل للعمل معه وفي ظِله، وقد أصبح محط الآمال وموطن التطلعات للعرب كافة، فجاء عمله في العهد السعودي ليكون قمة العطاء والإخلاص في كل المسؤوليات والمهمات التي أسندها إليه الملك عبد العزيز آل سعود، في الداخل والخارج. كان حمزة غوث ذا اعتدادٍ كبيرٍ بنفسه وبرأيه، ممَّا أكسبه صلابة في الرأي، قادته إلى النجاح كثيرًا، وإلى الصِدام في لحظاتٍ ومواقف. وليس ذلك بغريبٍ على مَنْ سار فوق أشواك السياسة. لقد سلك طريقًا شديدة الوعورة، عاش فيها لحظاتٍ حافلة بالأمل كما الإحباط، وبالإنجازات كما هي الانكسارات إلى أن ابتسمت له الأقدار في الرياض.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد