-
/ عربي / USD
تتفسحُ هذه القراءة من مبدأ أنّ المكان، عموماً، ليس عاملاً طارئاً في حياة الكائن الإنساني، وإنما معطى سيميوطيقي؛ فالمكان لا يتوقّف حضوره على المستوى الحسي، وإنما يتغلغل عميقاً في الكائن الإنساني، حافزاً مسارات وأخاديد غائرة في مستويات الذات المختلفة، ليصبح جزءاً صميمياً منها؛ وذلك لأنَّ المكان هو الفسحة / الحيِّز الذي يحتضن عمليات التفاعل بين الأنا والعالم، من خلاله نتكلّم وعبره نرى العالم ونحكم على الآخر.
إنه الشيفرة التي نتحصّن بها في مواجهة الآخر، ومن هنا، يفترض تحليلاً وتأويلاً، لكي يتحقَّق التواصل مع الآخر ويتواصل - هو - في الوقت ذاته معنا.
فمن دون معرفة بأسرار المكان وفلسفته التي تتشكَّل بفعل الكينونة والتاريخ والثقافة يصعب التواصل، بل يقع المرء في كثير من الفجوات والإنقطاعات الدلالية والإدراكية، نتيجة الجهل بفلسفة المكان وتنظيمه لدى الآخرين، فمعرفة الأنا تحدث من خلال المعرفة بالآخر وثقافته المكانية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد