-
/ عربي / USD
ككلّ عبقريةٍ فذّةٍ تعرفُ بالفطرة كيف تدوّن صمتّها، صوتَها، نبرتَها، خلجاتِها، قلقّها، فرحَها، انكساراتِها، حيرُتهَا، وتناقضاتها، كانت ديكنسون تعرف جيداً كيف تصقلُ لغتها، وتبتكرُ منظومتَها الرَمزيةَ والمعرفية، وتقاربُ موضوعَها من زاويا عدّة، قلّ نظيرها، إلاّ أنّها أيضاً كانت تعرفُ كيف تتوارى وتتخفّى وتراوغ.
تنحتُ وتبتكرُ وتؤلّفُ، تبني وتهدمُ في آن، لا تأبه لتقليدٍ شعريّ أو نظمٍ عروضي، تتركُ مخيلتَها تقتحمُ الممنوعَ والمحرّمَ، دينياً واجتماعياً وحتى لغوياً.
يقول عنها الناقد المرموق هارولد بلوم: "وباستثناء شكسبير، تتجلّى ديكنسون أكثر أصالةٌ معرفيةٌ من آي شاعرٍ غربيّ آخر منذ دانتي".
ماتتْ وهي تلعبُ...
فسختُ عقدَها...
مع السّاعاتِ المعطوبةِ...
ثمّ نامتْ سعيدةٌ...
فوق أريكةٍ من الوردِ...
شبحّها شوهدَ يعبرُ التلَةَ...
البارحةَ، واليومَ...
ملابسُها سحبٌ فضّيةٌ...
ووجهَها رذاذٌ…
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد