اهتمت هذه الدراسة ببيان وجود الذاكرة في الشعر وتأكيد دورها فيه، وتحديدًا درست مصطلح الذاكرة في غرض الرثاء للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في كتاب الفاطميات؛ لأنَّ حضور الذاكرة في هذا الغرض مؤكدٌ لا شك فيه ودورها جليٌّ؛ فالرثاء يختص بالميت والميت أصبح من الماضي واسترجاع الشاعر للماضي هو بفعلِ الذاكرة، وهذا يعني أن كل ما يذكره الشعراء عند رثاء الميت هو من خزين الذاكرة، وهكذا تكون الذاكرة جليّة في هذا الغرض أكثر من أي غرض آخر من أغراض الشعر، كما أظهرت دور الذاكرة في الأبداع الشعري للشعراء وتأثيرها في اختيار الشعراء للفنون اللغوية المتنوعة، فقد بينت دور الذاكرة الملازم للشاعر في كل شيء، إذ أثبتت هذه الدراسة عدم إمكانية انفصال أي شاعر من الشعراء عن ذاكرته في أي قصيدة من قصائده، فهي مضمرة خلف معرفة الشاعر لذاته ورجوعه لتجاربه وعواطفه وخبراته الشعرية، وهكذا سلطت هذه الدراسة الضوء على نعمة الذاكرة، الجديرة بالاهتمام والدراسة، فهي من نعم اللّه الكبيرة علينا.