-
/ عربي / USD
من يقرأ تاريخ الإسلام في بلاد المغرب العربي والمدة التي استغرقتها الفتوحات الإسلامية التي قاربت السبعين عاماً، يلمس بلا شك مدى الصعوبات التي واجهت القوات العربية الإسلامية حتى تمكنت من تحرير كامل بلاد المغرب وطرد الروم البيزنطيين منه. وقد تعاقب على ولاية المغرب وقيادة جيوشه قادة مشهورون كان لهم دور كبير في إتمام تحرير بلاد المغرب العربي، ونتيجة للتأثير المشرقي في الحياة السياسية لبلاد المغرب العربي، نلحظ أن فشل حركات الخوارج في أواخر القرن الأول الهجري وتحولهم إلى أسلوب الدعوة والتنظيم السياسي دعاهم إلى التوجه إلى أطراف العالم الإسلامي لبث أفكارهم، فكان المغرب العربي ملائماً لتقبل مثل تلك الدعوات نتيجة معاناة بلاد المغرب من الفتن السياسية الناجمة عن الخصومات القبلية بين القيسية واليمينية، وعلى الرغم من عدم الاتفاق على تحديد دخول آراء الخوارج إلى المغرب، لكنه يبدو أن الظهور الحقيقي لمذهب الخوارج كان أواخر القرن الأول واوائل القرن الثاني الهجريين. وقد كانت فرقتا الإباضية والصفرية هما الفرقتان اللتان ظهرتا ظهوراً واضحاً في أحداث المغرب. وإلى جانب الأهداف السياسية والعسكرية التي حملها الولاة كان لهم دور واضح في نشر الإسلام والثقافة العربية في بلاد المغرب العربي مؤكداً بذلك على دور الخليفة عمر بن عبد العزيز في هذا الجانب من خلال تأكيده على دور الفقهاء ومرافقتهم للحملات العسكرية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد