-
/ عربي / USD
مهما كُتِبَ عن تاريخ الأندلس الحضاري لا يمكن الوفاء بحقه لحجم الإنجاز الحضاري الذي تركه المسلمون هناك. وعلى الرغم من كتابة الكثير من الباحثين عن التراث العلمي العربي الإسلامي في بلاد الأندلس، لكن لاتزال هنالك جوانب كثيرة تتعلق بذلك التراث وتحتاج إلى الكثير من التأمل والتفكير والدراسة، وتحديداً تقانة الأغذية وما لها من أهمية بالنسبة لبلاد الأندلس، وطبقات المجتمع لكونها من البلاد الغنية والمتميزة بالجانب الاقتصادي (الزراعي) وما فيها من أنواع مختلفة من الأغذية لكونها شبه جزيرة تحيط بها المياه من أماكن مختلفة، فضلاً عن موقعها الجغرافي وطبيعة المناخ والتربة، حيث لا توجد فيها أرض خالية من الزراعة، وجميع أراضيها مترابطة فيما بينها، ولذلك استمر وجود العرب الفاتحين فيها طوال ثمانية قرون بسبب الازدهار الاقتصادي المتنوع الذي طوره العرب المسلمون الفاتحون عن طريق الاهتمام بالجانب الزراعي، وإدخال أصناف جديدة من المزروعات وأساليب زراعية مختلفة ووسائل تخزين المحاصيل وطرق فنون الطبخ، وكل هذا ناتج عن استقرار سياسي ورفاهية اقتصادية عبر مراحل الأندلس المختلفة . كل هذه العوامل الاقتصادية المتميزة جعلت الأندلس تأخذ مجالاً كبيراً بــ (تقانة الأغذية وطرق حفظها ووسائل تخزينها في بلاد كالأندلس التي ازدهرت بكثرة خيراتها، وإيجاد طرق للمنفعة من تلك الخيرات والاستفادة منها في وقت حاجتها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد