-
/ عربي / USD
تحدث القدماء عن ثبوت المناسبة الطبيعية بين الألفاظ والمعاني، وتحسسوا - في معرض حديثهم عن نظريات نشأة اللغة - محاكاة أصوات الطبيعة والمناسبة التي بين الصوت والمعنى ، وكان الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله قد تنبَّه إلى أن العرب تحاكي بنية اللفظ معناه ، حين قال : وقالوا : ((صرَّ الجندب صريراً ، وصرصر الأخطب صرصرةً ، فكأنهم توهموا في صوت الجندب مدَّاً ، وتوهموا في صوت الأخطب ترجيعاً)). وقسَّم أهلُ العربية محاكاة الأصوات على قسمين: محاكاة غير مقصودة، وهي التي تصدر صدوراً طبيعياً غير مقصودٍ عن المتكلم، وسموها الدلالة الطبيعية أو الذاتية، أما الصنف الآخر فهي المحاكاة المقصودة التي يجريها المتكلِّم بإرادته بين اللفظ والمعنى، فيتمّ التواضع عليها. وكان البحث عن دلالات هذه الألفاظ يتطلب دقة، ومن هنا اعتمد الباحث على الأصل اللغوي لفهم حقيقة الألفاظ في عباراتها وجملها، وبمعنى الصيغة والبنية الصرفية استعنت لفهم المراد من تلك الآي، وللتعرف على ما أودع الله من أسرار وأسرار تكمن وراء ذاك النظم المعجز، ثم عوّلتُ على سرِّ ورودها من القرآن الكريم باستقراء مواضعها، والاهتداء بهدي سياقها ونظمها المعجز، حتى تبين أنها جاءت مناسبة في سياقها الذي وضعت له ولو أبدلت بغيرها لما وفّت مدلولها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد