-
/ عربي / USD
أدرك الكيان الصهيوني منذ ظهوره للوجود بأنه محاصر في قلب العالم العربي الرافض له، وبأنه مجبر على إيجاد العمق الاستراتيجي الذي يضمن له البقاء، وكذا البحث عن ساحة بديلة لتحويل الصراع العربي الإسرائيلي إليها، وضرورة خلق قواعد هجومية له خلف أراضي العدو العربي، لخنقه وإضعافه من جهة، وللانقضاض عليه عندما يحين الوقت المناسب من جهة أخرى، وفَهِمَ أن عليه التوجه نحو الجنوب، وإيجاد منفذ بحري إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي وشرق إفريقيا، وضرب أي تواجد عربي في هذه المناطق، حتى يوسع هامش المناورة والهجوم. وبما أن منابع النيل توجد في شرق إفريقيا، فسيكون المسيطر على المنطقة هو المسيطر على المنابع، وبالتالي تقع دول الحوض والمصب تحت رحمته؛ إضافة إلى مشاطئة دول الشرق الإفريقي للمحيط الهندي والبحر الأحمر، وتحكمها في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند خليج عدن ومضيق باب المندب، وهو الأمر الذي يجعل المتحكم فيهما يسطر على طريق التجارة العالمية العابرة بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، دون أن ننسى الدور الذي لعبته المنطقة في الحروب السابقة بين العرب وإسرائيل، والدور المهم الذي ستلعبه في حروب المستقبل التي تغذيها الحاجة إلى المياه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد